خوارزميات التداول

 خوارزميات التداول تعتبر أداة قوية للمتداولين المحترفين الذين يمتلكون القدرة على بناء واستخدام هذه الأنظمة لتحقيق أقصى استفادة من الأسواق المالية، وتعتمد على استعمال برامج الحاسوب كي يتم من خلالها تنفيذ المعاملات وهدفهتا الأساسي تحقيق أقصى ربح ممكن للمتداولين وتننفيذ الصفقات بسرعة، وفي هذا المقال سنعرفك عليها بشكل أكثر تفصيلًا لتعرف كيف تستخدمها عند الحاجة.

خوارزميات التداول وكيف تعمل

التداول الخوارزمي هو استراتيجية استثمار حديثة تعتمد على استخدام برامج الكمبيوتر لتنفيذ الصفقات بناءً على خوارزميات رياضية وبيانات السوق وفي السنوات الأخيرة  شهد هذا النوع من التداول تزايدًا في شعبيته بين المتداولين والمستثمرين المحترفين الذين يسعون لتحسين كفاءة عملياتهم واتخاذ قرارات مدعومة بالبيانات.

وقد تم تطوير منصات التداول الخوارزمي في الدول العربية لمساعدة المتداولين على تطبيق هذه الاستراتيجيات من خلال توفير أدوات وميزات متقدمة تتيح لهم تصميم واختبار وتنفيذ خوارزمياتهم الخاصة.

التداول الخوارزمي يعرف كذلك بالتداول الآلي وهو أسلوب يستخدم خوارزميات رياضية محددة مسبقًا لتنفيذ الصفقات بشكل آلي بناءً على تحليلات دقيقة للبيانات السوقية وتقوم هذه الخوارزميات بدراسة مجموعة متنوعة من العوامل مثل حركة الأسعار، وحجم السوق، والتقلبات اليومية، لتقديم قرارات تداول مدروسة.

تبدأ العملية بتطوير استراتيجية تداول، التي قد تكون بسيطة أو معقدة حسب رغبة المتداول ثم يتم تحويل هذه الاستراتيجية إلى خوارزمية يمكن للمنصة تنفيذها بشكل تلقائي.

 في بعض الحالات يمكن تعديل الخوارزمية بحيث تُرسل تنبيهات أو إشارات للمتداول ليقوم هو نفسه باتخاذ قرار التنفيذ، مما يمنح المتداول مرونة في التحكم بالصفقات وفقًا لاحتياجاته.

أنواع خوارزميات التداول

توجد العديد من أنوه خوارزمات التداول التي تهدف إلى استغلال الفرص السوقية لتعزيز ربحية المتداول وتحسين أدائه ومن بين هذه الاستراتيجيات الأكثر شيوعًا ما نعرضه لكم عبر موقع عرب بورصة:

1-استراتيجيات تتبع الاتجاه

تعد استراتيجيات تتبع الاتجاه واحدة من أكثر الأنواع استخدامًا في التداول الخوارزمي و تعتمد هذه الاستراتيجيات على مراقبة المؤشرات الفنية مثل مستويات الأسعار، الاختراقات، المتوسطات المتحركة، أو مستويات الدعم والمقاومة ويمكن تنفيذ هذه الاستراتيجيات بسهولة باستخدام الوسائل الحسابية، وهي عادة ما تحقق نجاحًا جيدًا عند تطبيق المؤشرات المناسبة.

 تتم عمليات التداول بناءً على ظهور الاتجاهات السائدة في السوق، ما يجعل تنفيذها برمجيًا أمرًا بسيطًا دون الحاجة إلى الخوض في الخوارزميات التنبؤية المعقدة ومن أشهر الاستراتيجيات التي تتبع الاتجاه، هي تلك التي تستخدم المتوسطين المتحركين لمدة 50 و 200 يوم.

2- فرص التحكيم

التحكيم هو نوع من التداول الذي يتضمن شراء الأداة المالية في سوق معين بسعر أقل ثم بيعها في سوق آخر بسعر أعلى في نفس الوقت ويعد هذا النوع من التداول بمثابة فرص لتحقيق أرباح خالية من المخاطر، ولكن قد يكون من الصعب على المتداول البشري الاستفادة منها نظرًا لأن فرص التحكيم قد تكون قصيرة الأمد، وتستمر لبضع ثوانٍ فقط.

من هنا تبرز قدرة الخوارزميات في تنفيذ هذه الاستراتيجيات بفعالية حيث تتمكن من إجراء الصفقات فورًا، بل وإتمام مئات أو حتى آلاف المعاملات في الدقيقة مما يجعلها أداة مثالية لاستغلال هذه الفرص وتحقيق أرباح خالية من المخاطر بشكل جيد.

3-إعادة موازنة صندوق المؤشرات

 كل صندوق مؤشرات يتبع فترة زمنية محددة لتعديل مقتنياته بما يتماشى مع المؤشر المرجعي الذي يعكسه وهذه العملية تتيح فرصة مشابهة للتحكيم للمتداولين الخوارزميين، الذين يمكنهم الاستفادة من إعادة الموازنة عن طريق استهداف الأصول التي يجب شراؤها قبيل موعد إعادة التوازن مباشرة

ومن الأفضل تنفيذ هذه العمليات باستخدام خوارزميات التداول حيث يتيح هذا النوع منها تحديد التوقيت الأمثل وتنفيذ الصفقات بأفضل الأسعار المتاحة.

خوارزميات التداول المبنية على النموذج الرياضي

توجد عدة نماذج رياضية، مثل استراتيجية “الدلتا المحايدة” التي أثبتت فاعليتها في إدارة المراكز المتعددة بحيث يتم تعويض الدلتا الإيجابية والسلبية و تشير الدلتا إلى النسبة التي تقارن التغير في سعر الأصل مع التغير الموازي في سعر مشتقاته مثل عقود الفروقات في الفوركس الآجلة أو الخيارات.

الهدف من هذا النوع هو تحقيق توازن في الدلتا الإجمالية لجميع المراكز المفتوحة بحيث تكون قريبة من الصفر ومن الواضح أن تنفيذ هذه الاستراتيجية باستخدام خوارزمية هو الأنسب، حيث يمكنها بسهولة حساب القيم المطلوبة وتنفيذ أوامر متعددة في وقت واحد.

خوارزميات العودة إلى المتوسط

هذها النوع من خوارزميات التداول يهدف خوارزميات العودة إلى المتوسط إلى الاستفادة من التقلبات قصيرة الأجل في أسعار السوق وتبحث هذه الخوارزميات عن الحالات التي ينحرف فيها السعر بشكل كبير عن المتوسط التاريخي له، وتقوم بفتح صفقات بناءً على التوقع بأن السعر سيعود في النهاية إلى مستواه المعتاد وهذه الاستراتيجية تعتمد على فكرة أن الأسواق تميل إلى الاستقرار والعودة إلى الاتجاهات السابقة بعد فترات من التذبذب الكبير.

خوارزميات التداول عالية التردد

تستخدم خوارزميات التداول عالية التردد تكنولوجيا متطورة لتنفيذ الصفقات بسرعة فائقة، تصل في بعض الحالات إلى ميكروثانية وتعتمد هذه الخوارزميات على تقنيات مثل التحكيم الإحصائي للاستفادة من الفرص التي تظهر نتيجة عدم كفاءة السوق بشكل صغير، مثل الفروق الطفيفة في الأسعار بين الأسواق المختلفة.

 تتيح هذه السرعة العالية في التنفيذ للمتداولين إجراء آلاف المعاملات في وقت قصير لتحقيق أرباح صغيرة ولكن متكررة.

الخوارزميات القائمة على الأخبار

تعتمد هذه الخوارزميات على تقنيات معالجة اللغة الطبيعية والتعلم الآلي لتحليل الأخبار والمقالات الصحفية، وكذلك مصادر المعلومات الأخرى مثل التقارير الاقتصادية.

الهدف من هذه الخوارزميات هو تحديد فرص التداول بناءً على تغييرات في المشاعر أو مؤشرات قد تشير إلى تحول في اتجاهات السوق كما تقوم بتحليل الأخبار العاجلة والبيانات لتحديد تأثيرها المحتمل على الأسعار واتخاذ قرارات تداول بناءً على هذه التحليلات.

خوارزميات متوسط السعر المرجح بالحجم (VWAP) 

تستخدم خوارزميات VWAP لتنفيذ الصفقات بسعر متوسط يتم تحديده استنادًا إلى الحجم والتوقيت خلال فترة تداول محددة وهذه الاستراتيجية شائعة بين المستثمرين المؤسسيين الذين يسعون إلى تداول كميات كبيرة من الأسهم دون التأثير الكبير على سعر السوق ويهدف المتداولون الذين يستخدمون هذه الخوارزميات إلى تنفيذ عمليات شراء أو بيع بسعر يتماشى مع متوسط الأسعار خلال فترة زمنية معينة، ما يساعد في تقليل الأثر السلبي على السوق.

مميزات خوارزميات التداول

هناك العديد من الخصائص الخاصة باستخدام خوازرميات التداول وتجعلها مفيدة لكثير من المتداولين، وفيما يلي نتعرف على أبرز فوائدها:

1-الاستيعاب التدريجي للأوامر

عند تقسيم أوامر كبيرة إلى أوامر أصغر، يقوم النظام الخوارزمي بتنفيذ الأوامر بشكل تدريجي دون التأثير على سعر السوق فعلى سبيل المثال، إذا كان هناك طلب لشراء 1000 سهم بسعر 100 دولار ولكن البائعين يمتلكون 400 سهم فقط، فإن الخوارزمية تبدأ بشراء 400 سهم دون تغيير السعر، ثم تتابع مع البائعين الجدد للحصول على باقي الأسهم بنفس السعر.

2- السرعة في التنفيذ

 تتميز الخوارزميات بسرعة استجابة تفوق بكثير سرعة المتداول البشري وهذه السرعة تسمح بتنفيذ تداولات عالية التردد بشكل فوري، مما يتيح الاستفادة من الفرص التي قد تختفي في ثوانٍ كما يمكن للخوارزميات تنفيذ العديد من الصفقات في نفس الوقت على أصول مختلفة، يمكن للروبوتات مراقبة العشرات من الرسوم البيانية في الوقت الفعلي وتنفيذ العمليات بشكل متزامن، وهو أمر يصعب على المتداول البشري القيام به.

3- تقليل العبء الذهني

مع استخدام خوارزميات التداول يصبح المتداول قادرًا على تقليل العبء العقلي الناتج عن متابعة العديد من الأسواق أو الرسوم البيانية بدلاً من أن يراقب العديد من الأسواق في وقت واحد، يمكن للمتداول التركيز فقط على التحليل الأساسي بينما يقوم الروبوت بتنفيذ المهام الدقيقة.

4- تنويع المخاطر والتخلص من العواطف

يمكن استخدام خوارزميات متعددة على عدة أسواق وأوقات مختلفة، مما يساهم في تنويع المخاطر وتقليل الاعتماد على توقيت معين أو عملية واحدة، وبالتالي تقليل التأثيرات السلبية على الأداء العام.
كذلك تعد أحد أكبر العوائق في التداول البشري هو التأثير العاطفي، مثل القلق من خسارة أو الطمع في الربح، والخوارزميات لا تتأثر بالعواطف وبالتالي تنفذ استراتيجيات التداول بشكل محايد وموضوعي، مما يساعد على اتخاذ قرارات أفضل وأكثر منطقية.

خوارزميات التداول ومستقبل الأسواق المالية

خوارزميات التداول تشكل عنصرًا هامًا في التحول الرقمي الذي تشهده الأسواق المالية في الفترة الأخيرة حيث تعتمد هذه الأنظمة على الخوارزميات الرياضية وبيانات السوق لتنفيذ الصفقات بشكل تلقائي.

و تتيح هذه الخوارزميات للمستثمرين اتخاذ قرارات سريعة وكفاءة عالية في التنفيذ مما يحسن من كفاءة الأسواق ويقلل من التكاليف التي تقع على عاتق جميع أطراف السوق، ومع التطور السريع للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي من المتوقع أن تشهد الأسواق المالية تغييرات كبيرة في كيفية إجراء التداولات.

حيث إن خوارزميات التداول سوف تساهم في رفع مستوى الكفاءة في السوق، ولكن في الوقت نفسه،سيتطلب الأمر تنظيمًا دقيقًا لضمان استقرار السوق وحمايته من المخاطر المحتملة.

تحديات استخدام خوارزميات التداول

هناك بعض التحديثات المتعلقة باستخدام خوارزميات التداول وفيما يلي نوضحها لك:

التعقيد الفني

 يعتبر التداول الخوارزمي من الأساليب المتقدمة التي تتطلب مهارات برمجة متخصصة وفهم تقني عميق، ما قد يشكل عائقًا أمام المتداولين الجدد أو أولئك الذين لا يمتلكون خبرة في البرمجة ومع ذلك  توفر بعض الأنظمة أدوات تداول مبتكرة تسمح للمستخدمين بتصميم واختبار الاستراتيجيات ثم تطبيقها بشكل آلي، مما يسهل عملية التداول دون الحاجة لخبرات تقنية معقدة.

الإفراط في التحسين

 من المخاطر التي يواجهها المتداولون الخوارزميون هو الإفراط في تحسين الخوارزميات بما يتناسب مع بيانات الماضي وهذا قد يؤدي إلى تصغير قدرة الخوارزميات على التكيف مع التغيرات المستقبلية في السوق، مما يحد من فاعليتها في بيئات التداول المتغيرة.

الاعتماد على البيانات

 تعتمد الخوارزميات في تداولاتها على البيانات الحية المستمدة من السوق، وهو ما يجعلها عرضة للتأثيرات الناتجة عن التأخيرات أو الأخطاء في البيانات،  أي خلل في تلك البيانات قد يؤدي إلى اتخاذ قرارات تداول غير دقيقة مما يؤثر على أدائها.

تقلبات السوق المفاجئة

 على الرغم من دقة الخوارزميات في تحليل البيانات إلا أنها قد تتأثر بتقلبات السوق غير المتوقعة أو التحركات السريعة في الأسعار، مما يجعلها عرضة لمخاطر مالية غير متوقعة في بيئات السوق المتقلبة.

القضايا التنظيمية

 تواجه التجارة الخوارزمية العديد من التحديات القانونية والتنظيمية، حيث تتطلب الامتثال لقوانين صارمة تهدف إلى تنظيم عمل الأسواق ومن المهم للمتداولين الالتزام بهذه القواعد لتفادي المشاكل القانونية أو العقوبات التي قد تؤثر على نشاطهم التجاري فعلى الرغم من الفوائد الكبيرة التي يقدمها التداول الخوارزمي في تحسين الكفاءة وتسريع تنفيذ الصفقات، إلا أنه يأتي مع مجموعة من المخاطر التي يجب على المتداولين مراعاتها بدقة.

الخلاصة

ختامًا خوارزميات التداول تمثل تطورًا مهمًا في عالم الأسواق المالية حيث تتيح للمتداولين تنفيذ استراتيجيات معقدة بشكل أسرع وأكثر دقة.ورغم فوائدها الكبيرة في تحسين الكفاءة وتقليل التكاليف، فإنها تأتي مع تحديات ومخاطر تتطلب إدارة دقيقة وفهم عميق للتكنولوجيا، يمكنك التوصل مع فريق عرب بورصة للحصول على استشارة مجانية حول التداول بشكل مجاني عبر الواتس آب.

أسئلة شائعة